دور الأسرة في رعاية الأبناء ذوي الاحتياجات الخاصة

المقدمة

إن رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع وإعطائهم حقوقا توفر لهم حياة إنسانية كريمة تجعلهم قادرين من التداخل في المجتمع و تحقيق الفائدة  من إمكاناتهم وقدراتهم مهما كانت، فهذا الأمر سوف يساعد في إكسابهم الثقة بأنفسهم وإكساب المجتمع الثقة بهم، لأن عملية اندماجهم في المجتمع المدني تجعلهم  قادرين على ممارسة حقوقهم في العِلم و العمل والإنتاج والإبداع في هذا المجتمع، ما يفيد المجتمع بطاقات اضافية .

إن القضايا المرتبطة بالصحة النفسية في الوقت الراهن تنظر تحت مصطلح أعم وأوسع دلالة

وهو مصطلح جودة الحياة ، ونجد أن هناك علاقة بین جودة الحیاة و الأسرة .

فالأسرة هي وحدة المجتمع الأولى وهي الوسیط أو حلقة الوصل بين الفرد و المجتمع و عند وجود طفل معاق
داخل الأسرة فإنه یؤثر على تكييف الأخوة و الأخوات و على كافة أعضاء الأسرة و يفرض قيود مادية واجتماعية ومعنوية تجاه الأسرة

(سلیمان طعمة ، 2010 ، 196 )

مما يجعل حجم العبء الواقع على الأسرة تجاه الابن المعاق ذهنيا يتطلبه توفير القدر الكافي من الوعي و المعرفة و المهارة للأسرة و المشكلات
التي تواجهها الأسرة

(سلیمان رجب،  2009، 15 )

وجودة الحياة هي تقویم الشخص لردة فعله للحیاة سواء تجسد في الرضا عن الحیاة آو ردود الفعل الانفعالية المستمرة بظروف الحیاة و لمدى توفر فرص و إشباع و
تحقیق الاحتياجات سواء كانت نفسية أو مادية

(ناهد صالح 1999 )

🚩  من هم ذوو الاحتياجات الخاصّة؟؟

🔸 هم الأفرادِ الذين يعانون من أمراض تحد من قدراتهم العقلية، والجسدية، والنفسية، والتي تؤثرعلى حياتِهم، لذلك فهم يحتاجون إلى رعاية دقيقة تتناسب مع متطلباتهم ،

🔸 يطلق على هؤلاء الأفراد مسمى ذوي الاحتياجات الخاصة، ويختلفُ حجم مشكلاتهم، والطّبيعة الخاصّة بها من مجتمع إلى آخر؛ من خلال الاعتمادِ على توفيرِ الوسائل والطرق للتواصل معهم بطريقة مناسبة لوضعهم ، ومن ثم البحث عن الوسائل المناسبة للتعامل معهم، وأهمها: الثقافية، والتعليمية ، والاجتماعية ، والصحية

🔸 تعرف الاحتياجات الخاصة

(بالإنجليزيّة: Special Needs) بأنها عبارة عن مجموعة من المظاهر التي تظهر على الأطفال في أعمار مبكرة، و قد يتأخر ظهورها حتى الوصول إلي عمر متأخر، تجعلهم يواجهون صعوبات في مجالات متعددة، وخصوصاً المجال الاجتماعي، والمجال التعليمي.

🔸 من التعريفات الأخرى لمفهوم الاحتياجات الخاصة أنّها ظهور صعوبات في التعلم والتعرف على الحاجات الأساسية ، وإدراك المعارف الأساسية المرتبطة بالفهم، والانتباه، والكلام، والقدرة على إنشاء  بعض الجمل القصيرة و الطويلة، و التركيز، وغيرها من العوامل التي تؤكد على أن الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاج إلى وجودِ رعاية و دعم مناسب له؛ حتى يستطيع أن يعود إلى الحياة الطبيعية .

🚩 ما هي التحديات التي تواجه

ذوي الاحتياجات الخاصة :

توجد مجموعة من التحديات التي يعاني منها ذوو الاحتياجات الخاصة والتي تؤثر على حياتهم وعلى حياة عائلاتهم؛ لأنها تحتاج إلى استخدام نمط معين للعناية بهم، ما قد يجعلهم يواجهون العديد من العقبات في التكيف مع البيئة المحيطة ، ومن أبرز هذه التحديات ما يلي :

🔸 التحديات السلوكية :

هي عبارة عن مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تؤدي إلى صدور مجموعة من السلوكيّات غير المألوفة أو غير الطبيعيّة عنهم؛ بسبب معاناتهم في خلل وظائف الإدراك العامة، وتسبب التحدّيات السلوكيّة الكثير من العقبات لهم، وتمنعهم من التكيف مع الحياة الطبيعية بطريقة سليمة .

🔸 الصحة العقلية :

هي قياس للحالة الصحية لعقل ذوي الإحتياجات الخاصة، وتتراوح بين الحالات البسيطة والصعبة؛ وعادة ترتبط الصحة العقلية بالإصابة في إحدى الاضطرابات التي يطلق عليها مسمى المتلازمات؛

🔸 المتلازمات :

وهي  حالات خاصة تولد مع الطفل الصغير  وتظل معه مدى الحياة، وأحيانا قد يتخلص منها بتوفير بعض العلاجات المحددة  .

🔸  مشكلات التعلم :

هي من أصعب أنواع التحديات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة وعائلاتهم؛ إذ بسبب قلة الخبرة الكافية حول الطرق المناسبة للتعامل معهم منذ مرحلة الطفولة، و ينتج عن ذلك استمرار الحالة الخاصة معهم، وقد يؤدي إلى تطورها بسبب التعامل مع الطفل علىأنهمشكلة و يجب تجنبه بدلاً من التعامل معه ومحاولة البحث عن حلول له؛ و لذلك يصبح من الصعب تعليمهم، وتلقينهم لأي نوع من أنواع المعارف مع مرور الوقت.

🔸 قضايا النمو :

هي مجموعة من المعوقات التي تواجه الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتجعلهم غير قادرين على النمو بشكل صحيح، سواءً أكان هذا النموّ عقليا، أو نفسيا؛ إذ يستمر النمو الجسدي عندهم، ولكن يغيب التطور العقلي، مما يجعلهم يعيشون في مرحلة عمرية جسدية تختلف عن المرحلة العمرية العقلية.

🚩 الأنواع المختلفة للاحتياجات الخاصة :  

توجد أربع فئات أساسية يتم تصنيف الاحتياجات الخاصة بناء عليها، وهي كما يلي :

🔶 أولا :  الاحتياجات الخاصة الاجتماعية، والسلوكيّة  

      ومن أهمها ما يلي :

🔸 مرض التوحد.

🔸 الاضطراب السلوكي العاطفي.

🔸اضطراب العناد الشديد.

🔸 اضطراب فرط النّشاط  و الحركة .

🔸  نوبات الغضب .

🔸 اضطرابات الوسواس القهري .

🔶 ثانيا : الاحتياجات الخاصة التعليمية والإدراكية،

        ومن أهمها:

🔸  صعوبات التعلم (المحدودة)  ،

مثل: صعوبة القراءة، والكتابة، أو عدم القدرة على فهم العمليات الحسابية حتى البسيطة منها .

🔸 صعوبات التعلم المعتدلة (المتوسطة)،

مثل: التأخر في معرفة اللغة، والتي تشتمل على عدم القدرة على القراءة، أو الكتابة، أو الكلام.

🔸   صعوبات التعلم (الشديدة) ،

مثل: الاضطرابات الخاصة الفكرية، أو النفسية، والتي يترتب عليها  صعوبات كبيرة في التواصل مع الآخرين،

🔸  صعوبات التعلم الجسدية

مثل: الإعاقات الجسدية والتي يصعب علاجها.

🔶 ثالثا : الاحتياجات الخاصّة التواصليّة والتفاعليّة

        من أهمّها:

الصعوبة المطلقة في النطق أو الاستماع،و اضطراب طيف التوحد.

🔶 رابعا : الاحتياجات الخاصة الجسدية

             من أهمها:

🔸 انعدام البصر.

🔸 ضعف أو غياب السّمع.

🔸 الإعاقة الجسميّة الكُليّة،

    مثل: شلل الأطفال.

🚩 تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة

تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصّة عبارة عن مجموع من الوسائل المستعملة في مُساعدةِ الأفراد الذين يعانون من حالاتٍ خاصّة، بمساعدتهم على التكيف مع المُجتمع المحيط بهم، من خلال ادراجهم مع البيئة التي هم فيها، ومساعدة أفراد أسرتهم على تفهم كيفية التعامل معهم.

🔶 هناك العديد من الوسائل التي تساعد على تأهيلهم، ومن أهمها:

🔸 الرعاية الصحية والتأهيل لذوي الإحتياجات الخاصة؛ بمساعدة المراكز المتخصصة في تعليمهم ليصبحوا قادرين على التكيف مع المجتمع .

🔸  العلاج المبكر الذي يساهم في تجاوز الحاجة الخاصة، سواء العقلية أو الجسدية أو النفسية، و ذلك يساهم في الوصول إلى حلول حاسمة لها عن طريق الاستعانة بالحضانات المخصصة للصغار من ذوي الاحتياجات الخاصّة.

🔸  إدماج  الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة مع الصفوف العادية؛  فذلك يساعدهم على التكيف مع حالتهم الخاصة، و تطوير قدراتهم الأساسية في الفهم بطريقة سليمة .

🚩 ذوي الاحتياجات الخاصة في الوطن العربي

نسبُ  الذين يعانون من الاحتياجات الخاصّة في الوطن العربيّ بين( 0,4% : 4,5%  ) من إجمالي نّسبة السُكّان،

🔶 يواجه ذوو الاحتياجات الخاصّة العرب مجموعة من الصعوبات التي تؤثّر على حياتهم، من أهمها:

🔸 صعوبة توفير الرّعاية الصحيّة الخاصة بهم.

🔸معاناتهم من سوء فهم حاجاتهم الخاصّة التي تشمل على سوءِ التّغذية، وصعوبة توفير العلاج المُناسب للحالة المرضيّة .

🔸 مشكلات في التعليم لقلة عدد المدارس الخاصة بهم، 🔸صعوبة دمجهم في سوق العمل؛ حيث إنهم من الفئات الاجتماعية التي تعرضهم للتهميش في العديد من الأماكن، وخصوصاً الأرياف والمناطق الفقيرة.

🚩 أهمية تدريب وإعداد الوالدين للتعامل

مع أبنائها ذوي الاحتياجات الخاصة

قد بین ( جلال الجزاري، 2011م) بأن تدریب الوالدین علي التعامل المثالي  مع الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يجب أن يكون دائما ، سواء كان الأطفال عاديين أو غير عاديين ، الحالة هي واحدة ، ولكن ما يهمنا هنا من
خلال هذا التعريف هو تقدیم الخدمات التدریبیة والإرشادية الدائمة من الناحية النفسية ،والاجتماعية والتربوية للأسرة التي یتوقع أن یكون لدیها في یوما ما طفل من ذوي الاحتياجات الخاصّة ، لا قدر الله.

🌟 ويكون  ذلك من خلال :

🔸 التوعية الأسرية :

هذا الأسلوب يقوم على توعیة الأسرة قبل وبعد وجود الطفل ذو الاحتياجات الخاصة  داخل
الأسرة وقد تكون التوعية الأسرية مجتمعة وقد تأخذ الشكل الإرشادي من المحاضرات والنشرات.

🔸 الندوات والمحاضرات :

وتعتبر الندوات والمحاضرات وسيلة وقائية وعلاجية فیما یتعلق بالأسرة وأطفالهم، إضافة إلى ان الندوات والمحاضرات تبرز فيها الخبرة العلمية للأخصائيين
والكوادر المدرسية في خضم الظروف الأسرية الصعبة.

🔸 الدعم الأسري :

والدعم الأسري هو تلك الخدمات التي تقدم للأسرة من حيث الدعم العاطفي والنفسي ،

و من حيث تلبية الحاجات الغذائية والسكن والتأمين الصحي.

🔸 إعداد الوالدین من خلال أسرة أخرى :

وهذا الأسلوب يعتمد على وجود الأسرتان وتعريف كل منها أنها ليست هي الوحيدة ، ونظرا  لتساوي الحال فإنه يتوقع أن تحصل على أفضلية في المشاركة نظرا للرغبة التى تتولد لدى الأسر وهذه الحاجات التي تأتي من خلال تفاعلهم  ، وكذلك المراجعة الدورية للظروف الیومیة التي تعيشها الأسرتان .

🌟 علي ضوء النتائج التي توصلنا إليها ؛  نوصي بالآتي :

🔸 إنشاء المزید من المراكز التأهيل والإرشاد النفسي لأولياء أمور الأطفال ذوي الإعاقة العقلية في جمیع الأحياء السكنية وأن تكون مجانیة منذ اكتشاف الإعاقة.

🔸إنشاء المزید من مراكز الرعاية الكاملة للمعوقين ذهنيا
درجات الإعاقة.

🔸 محاضرات إرشادية وندوات تثقیفیة دوریة للأسر عن طريق مختصين لتعريفهم  كیفیة التعامل مع إعاقة أبنائهم.

🔸 توفیر مساعدات للأسر الفقيرة التي لا تستطيع معالجة طفلها عن طريق المنظمات الإنسانية .

🔸 توفیر مجانية العلاج للأطفال ذوي الإعاقة العقلية لارتفاع ثمن الأدوية والعقاقير الطبية مما يقلل العبء على الوالدین.
. ً
🔸 إقامة جمعيات تطوعية لمساعدة أسر الأطفال المعاقين ، وتوعيتهم .

🚩 المصادر

[1-] القرآن الكريم

[2-] الحديث الشريف

🚩 المراجع

[1-] أحمد عبد الكريم الحاج محمود،

الصعوبات التعلیمیة - الإعاقة العقلية –

(المفهوم – التشخيص – العلاج) الطبعة العربیة ، 2010م ، دار وائل للنشر والتوزیع .

[2-] أحمد قطب محمود ، دلیل الأخصائي النفسي للقياس النفسي وتعديل السلوك

للأفراد المعاقين ذهنيا , ط1 ، القاهرة ، 1424هـ-2003م ،جامعة أسيوط للتنمیة،
الجمعیة النسائیة.

[3-] أحمد محمد الزغبي ، التربیة الخاصة للموهوبين والمعوقين وسبل رعايتهم وإرشادهم ،الطبعة الأولى ، 2012م، دار زهران للنشر والتوزیع.

[4-]  أمل معوض  الهجرس ، تربية الأطفال المعاقين ذهنيا ،الطبعة الأولى،2002م،
دار الفكر العربي .

[5-] بدر الدین محمد الأنصار ، الإضرابات الشخصیة ، دار الکتب الحدیث ، ط1 ،
القاهرة ، 2006.

[6-] بطرس حافظ ، إرشاد ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم ، دار المسيرة للنشر
والتوزيع ، عمان ، 2007م

[7-] جلال علي الجزاري ، إرشاد ذوي الحاجات الخاصة وأسرهم ، ط1 ،2011م.

🚩 تحقيق وكتابة :- مصطفي حامد